[img]
[/img]
في عيد الحب الذي يوافق 14 فبراير/شباط من كل عام يعترف عمرو دياب بقوة الحب الذي أوصله إلى قلوب عشاقه وزوجته و أسرته وهو الذي تكلم عن الحب في أكثر من 22 ألبوماً غنائياً عاش خلالها تفصيلات الحب على طريقته الخاصة جداً، ورسم بورتريهاً لكل حكاية عشق نسجا خيوطها حبيب وحبيبة استمعا إلى أغنياته وتلحفا بكلماتها وقطعا مع نبرات صوته تأشيرة سفر معه إلى مدن الحب والأحلام.. والأهم أن نجم الغناء عمرو دياب أراد مع إطلالة عيد العشاق أن يمنح زوجته "زينة عاشور" لقب سيدة قلبه الأولى ليجزم بعد مضي أكثر من 14 عاماً على زواجهما بأن قلبيهما انصهرا في قلب واحد، وأنه برغم مرور الأيام وتعاقب السنوات مازال شلال الحب الجارف يحيط منزلهما، قال لها أحبك بأكثر من أغنية وطريقة، وقابلته هي محبته بمزيد من الاحتواء والحنان والدفء العائلي..
فمثلما كذب المنجمون .. كذب الكثيرون حين قرأو طالع عصرنا، فقالوا إنه عصر بلا حب، مع أن الحب لا عصر له ولا زمن ولا وطن، إنه فقط يحتاج إلى قلب بلون الثلج ونقاوة الماس وقوة الجرانيت
يقول عمرو عن سر سعادته الزوجية:
السعادة هي أن يصنع الإنسان في كل لحظة حياة جديدة تبدأ مع الفجر وتنتهي حين تغيب شمسها، فلا معنى لأن نعيش شيئاً من عمرنا في ليل مظلم، مخيف، كئيب، أسود نختفي خلاله مع أحزاننا، والأفضل أن نحتفل بميلاد قصة حب جديدة، أليس الحب هو الديمقراطية؟
ويواصل: ليس كافياً أن نحب فقط بل يجب أن نعرف من نحب وكيف نحب حتى نصل معه إلى مغارة بعيدة حولها البحر والشجر ولها سور من زهور البنفسج وباب من شلالات الماء ونعيش هناك..
يقولون إن عمرو دياب هو المتحدث الرسمي عن عواطف ومشاعر أجيال الشباب على مدار أكثر من عشرين عاماً .. ماذا عن مذاق الحب هذه الأيام؟
فرق كبير بين حب زمان والحب في عصر الموبايل والشات والإنترنت، حب هذه الأيام هو حب عصري، جريء، وسريع مثل سندويتشات الـ"تيك أواي"، حب تكفيه نظرة، ترضيه كلمة، تعبر عنه لحظة، ويقنعه موقف، الحب الآن قوة وإصرار ورغبة في التحدي إنه حب فيه تمرد مليء بالغضب يخلو من الاستكانة يحلم بالقوة ولا يعترف بالهزيمة ورغم ذلك يظل لكل حدوتة حب مذاقها الخاص بين ألم وعذاب، سهر وانتظار، تحمل ومعاناة..وأجمل ما في الحب هو الشجن الذي يتدفق فيضاً من الأحاسيس والمشاعر، ساعات كتيرة وأنا واقف على المسرح "أسرح" في تجربة عشتها وحب صادفته ومشاعر طاردتني وأحاسيس عانيت منها..
هل الحب عذاب إلى هذا الحد؟
لا، الحب راحة وسعادة وواحة اطمئنان، إننا نتعذب في سبيل البحث عن الحب، نتعذب جراء تجاربنا الناقصة لكن بمجرد أن عثرنا على التجربة الحقيقية خلاص، لا أريد أن أظلم الحب وأعتبر أنه يأتي بالعذاب، فالأصح أنه يخلق معاناة تأتي من بعد الحبيب مما يدفع إلى كثرة الظنون والشكوك ولكن بمجرد اللقاء تزول الصعوبات ويعود الحب جياشاً يخفق بين الضلوع..
ومتى يتحول الحب إلى جرح؟
إذا فقد الاحترام وامتلأ بالكذب وحاصرته الخيانة..!!
الحب قوة أم ضعف؟
الحب هو إحساسك بمنتهى القوة وأنت في منتهى الضعف، إحساسك بأن كرامتك وكبرياءك يصنعان لك جداراً تحمي به مشاعرك من الضعف، من الآخر الحب هو أن تبدو في أوج عنفوانك وقوتك وأنت في داخلك منهار..
هل الحب أعمى؟
أحياناً..
ما الذي يجعله واضح؟
الحقيقة والصدق..
ما هو الفيتامين الذي يقوي الحب؟
الثقة..
والفيروس الذي يقتله؟
فقدان الإحترام..
عمرو دياب .. كم مرة أحببت؟
يضحك ويقول: كتير جداً ما تعديش، ومع كل تجربة حب كانت تتملكني نفس الأحاسيس والمشاعر، وأستشعر كأنها المرة الأولى..
وهل الحب قرار أم إحساس؟
الحب إحساس لكن بتقرر هل تستمر فيه أو تلغيه أو تطوره أو تحافظ عليه أو تشطب على كل لحظة عشتها معاه، وكل هذه التساؤلات لن يجيب عنها سوى عقلك لكن في نفس الوقت فإن قرارات الزواج والعواطف والحب لا يمكن حصرها ضمن خطة خمسية بالقلم والورقة لأنها مسائل قدرية، وكثير من القناعات العاطفية تتحطم أحياناً أمام نظرة امرأة جميلة أو عبق امرأة ساحرة، وفي أقل من لحظة تختلط الأوراق وتتبدل القرارات وهو أمر غير مستبعد تماماً..
وماذا عن أول حب يدق قلب نجم الغناء عمرو دياب؟
بالطبع كان هذا خلال سنوات المراهقة وبالتحديد عندما كان عمري لايتجاوز 16 سنة في بورسعيد، بمجرد أن لمحتها عشقت كل حاجة فيها، وللوهلة الأولى تمنيتها زوجة حلمت بها شريكة حياتي، كان حلماً جميلاً، كنت أغني لها في خيالي أرسم صوراً أنا وهي أبطالها وفجأة انكسر الحلم تزوجت غيري وتركتني مع دموعي، بكيت حب تسلل إلى قلبي وعاش ثم أدركت فيما بعد أنني لم أكن فاهم حاجة، أدركت أنني أحب "الحب" نفسه أستمتع بالإحساس والعذاب واللهفة، وتكررت نفس القصة مع كل حدوتة حب مررت بها..
إذن أنت من أنصار الحب من النظرة الأولى؟
صدقوني الحب من أول نظرة موجود فعلاً بدليل أنني أحببت زوجتي من أول نظرة، وكان تقاربنا بهذه السرعة جعلني أعتقد وكأني أعرفها من 100 سنة، لقد كانت نظرة واحدة كافية جداً لفهمها واحتوائها والإحساس بما في داخلها، وأعتقد أن هذا يعود إلى أن صورتها بكل ملامحها وتفصيلاتها كانت مخزنة في عقلي وكياني، وربما تلك هي سر كيمياء الحب من النظرة الأولى..
وهل نظرة العين كافية للإفصاح عن الحب؟
أعتقد أن نظرة العين كافية جداً، إنها تستطيع أن تقول الكثير عنك وتكون خير سفير لمشاعرك، وبعد ذلك يأتي الصوت نبرته تحدد بوصلة إحساسك فوراً..
لكن الملاحظ أنه في آخر ألبوماتك استطاعت الضحكة أن تحسم المنافسة لصالحها؟
الضحكة دي مجرد البداية، البنت بطيعتها خجولة ولا تعبر عن مشاعرها بسهولة لذا تكون الضحكة هي الوسيلة المثلى في هذه الحالة..
ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق ما بينا اتشال يالا يا قلبي روح لها يالا قولها كل اللي بيتقال..مين بس يستنى على دي .. دي كفاية بس الضحكة دي .. يالا يا قلبي روح لها ياللا .. قولها كل اللي
وهل تفضل الزواج عن حب؟
طبعاً .. يفضل أن يقوم الزواج على حب عاقل، صحيح أن الزواج أوسع دائرة من الحب، والعلاقة الزوجية أعمق من كل الكلمات ولكن وجود الحب يفضي إلى غفران أشياء كثيرة بحيث تستمر الحياة وتدوم العشرة..
لكن يقولون أن الزواج مقبرة الحب؟
هذا غير صحيح، ومن يقول إن الحب قبل الزواج ليس مثله بعد الزواج هو مخطئ، أنا أكبر دليل، فمثلما شعرت بالحب قبل الزواج عشته بعد الزواج، والحمد لله فهمتني "زينة" ونجحت في إيجاد صيغة للتعامل معي بكل جنوني وطموحي ورغباتي المتناقضة التي أعتبرها جزءاً أصيلاً من فني لا أستطيع تقديم استقالتي منه..
يقول مطلع الأغنية الشهير: القلب يحب مرة مايحبش مرتين؟
القلب الآن ALL SIZE يحب مائة مرة!! .. وعلى فكرة نحن معشر الرجال لا تكفينا فارسة أحلام واحدة، ففي كل مرحلة من عمرنا توجد بداخلنا صفات جديدة لشريكة العمر..
وفي رأيك .. أيهما أكثر إخلاصاً في الحب .. الرجل أم المرأة؟
بلا شك الرجل أكثر إخلاصاً لأن الرجل يحب بملء إرادته ومحض إختياره الحر أي دون إجبار ومن ثم لا يتوانى عن تقديم التنازلات من أجل إسعاد محبوبته، وأرى أن الرجل يشعر بآلام الحب أكثر من المرأة، وكم من رجال لديهم أحاسيس مرهفة ورقيقة لا توجد عند كثير من النساء..
وهل في الحب كرامة؟
طبعاً لأن كل طرف له ظروف بيئة وتربية تختلف عن الآخر وعلى الاثنين أن يمزجا هذه الظروف في إحساس واحد حتى لا يختلفا..
وهل الصراحة مطلوبة في الحب؟
الصراحة بين الطرفين منذ البداية أمر مهم جداً، فلابد أن يظهر كل طرف للآخر شخصيته الحقيقية كي لا يصطدما بعد الزواج بشخصية مختلفة تماماً عن التي كانا عليها قبل الزواج، فالشاب والفتاة في مرحلة الخطوبة يكونان مشدودان تجاه بعضهما، وفي الأغلب يحاول كل طرف أن يظهر بشخصية مثالية مختلفة عن شخصيته الأصلية، وهذا أخطر شيء لأنه بعد الزواج يعود كل طرف إلى شخصيته الحقيقية، وهنا يحدث التصادم بين الزوجين، لذلك كنت أنا وزينة من البداية صريحين وطبيعيين جداً مع بعضنا..
إذا تطرقنا إلى ثالوث الحب كما يطلقون عليه الشك - الغيرة - الإحتواء هل الشك .. حب؟
لا، الشك هو عدم ثقة في النفس، فالثقة مهمة ومطلوبة بين كلا الحبيبين وأي شك بين الطرفين يؤدي إلى غرق سفينة الحياة الزوجية بينهما..
الغيرة .. حب؟
طبعاً، وفي اعتقادي أن كل رجل وامرأة يحبان بعضهما البعض يجب أن تكون بينهما غيرة لكنها غيرة حب وليست غيرة شك..
وهل تفضل أن تغير أم يغار عليك؟
أنا بطبعي غيور جداً لذا أفضل أغير لأن في الغيرة معاناة، والمعاناة تفيدني في فني.. يضحك: تصوري أنني أحياناً أخترع لنفسي معاناة كي أعيش إحساس معين وأنا أغني..
هل في الحب ذكاء؟
في الحب يوجد ذكاء الإحتواء والإحتمال..
يبدو أن الحب والمرأة من الأمور المهمة في حياتك؟
أغني دائماً بإحساس صادق لكل إنسان عاشق لهذا تؤثر المرأة بنسبة 90 في المائة على حياتي، فهمي ملهمتي، والحب هو مصدر عطائي وحافزي للنجاح، فأنا بطبعي إنسان عاطفي أؤدي بإحساس وصدق وأتخيل وجه الحبيبة في كل أغنياتي، وعموماً المرأة إما أن تحبط الفنان أو تدفعه إلى الأمام، وتكون الدافع لنجاحه، هذا يعود لحسن إختياره لها..
وأعود وأكرر المرأة هي مصدر الطمأنينة للرجل وشاطيء الأمان بالنسبة له هي قادرة دائماً على جعل كل شيء أجمل..
وما هي فلسفة عمرو دياب عن الحب؟
العمر يقاس بالإحساس وليس بسنوات العمر التي نعيشها، الحب لا أتوقف عنه، أنا زوادتي في كل ما أعطيه أنني عاشق دائم ومحب وصادق في مشاعري..
وماذا عن ثقافة الحب؟
أحتفظ بعشرات الدواوين من أشعار الحب خصوصاً شعر نزار قباني ومنها:
رماني حبك على أرض الدهشة .. هاجمني، وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة .. نسيت القصيدة .. فاجأني .. وأنا قاعد أقرأ خطوط يدي، نسيت يدي، داهمني كديك متوحش لايرى ولا يسمع، اختلط ريشه بريشي، فاجأني .. وأنا على حقائبي أنتظر قطار الأيام .. نسيت القطار، نسيت الأيام وسافرت معك إلى أرض الدهشة..